نظريات التعلم والتعلم الصفي

إن التغيير والتعديل في السلوك الثابت نسبيًا هو سمة من سمات الشخصية السوية، وأن هدف الإنسان من التغيير هو التعلم في إدارة الذات وإدارة التعلم للوصول إلى حياة سوية.

وترو قيمة كتاب نظريات التعلم إلى أنه الدليل الأساسي لإدارة سلوك الإنسان وحياته، ما ورثه وما كمّن لديه من خصائص نفسية، وقدرات وذكاء، وأساليب معالجة ذهنية ذاتية ومن منهاج النظرية المعرفية، وما أثرت به البيئة وما تركت عليه من تغييرات سواء أكانت إدارية أو غير إدارية، كل ذلك يزود الإنسان بسلاح تزود فيه لمواجهة الحياة الداخلية والخارجية ومعالجة الأمور بطريقة أكثر مناسبة، يقل فيها التردد والتخطط ويسيطر عليه الضبط والتأمل والأجر والقرار السليم.

لقد تطورت نظرية التعلم بدء من اعتبار أن سلوك الإنسان سلوكي شرقي آلي تحكيم في سلوك الإنسان ولا يجد نفسه مخيرًا تجاه ذلك والانتقالي إلى افتراض أن معظم السلوك الإنساني متعلم، وطالما إنه متعلم فهو يمكن تعديله وتفسيره لكي يكون أكثر ملاءمة للإنسان والتكيف وإرادته.

كما تم الانتقال إلى النظريات أكثر احترامًا للإنسان ومنارة إنه هو الذي يدير معرفته وذهنه للوصول إلى حلول للمشكلات التي يواجهها، وأصبح فيها الإنسان فاعلًا قادرًا يعالج ما يواجه بإرادته، تحكمه أهدافه وفعاليته الذاتية ودوافعه القابلة للتحكم والضبط.

كما اعتبرت الفرضية أن معظم السلوك الإنساني هو سلوك منمذج لسلوك أفراد مهمين محيطين بالمتعلم يجعله أكثر تبصرًا وفهما وانتقاءًا لما يريده وما يحقق أهدافه، وبالتالي أصبح ينظر للإنسان أنه قادر على التعلم، وأنه ولد وهو مزود بهذه القدرة، لذات فهو الذي يقرر ما يريد وما يحقق، وما له قيمة ومعنى.

بالإضافة إلى سيطرة الاتجاه الإيجابي على التعلم وعلى التفكير في مواجهة المواقف والحياة وأن كل شيء نحن الذين نصوغه بصورة إيجابية ونحن الذين نصوره بطريقة سلبية، وإن كل شيء يحدث لنا نحن السبب في حدوثه لذلك فالإنسان آلة متعلمة معدلة مغيرة قابلة للتعلم. وهذا ما يزود به الكتاب القاري لنظريات التعلم.