المهارات الرقمية في ظل الذكاء الاصطناعي

في عصر الجيل الخامس، لم تعد المهارات الرقميَّة خيارًا تكميليًا أو امتيازًا معرفيًا، بل تحولت إلى بُنيةٍ تحتيةٍ حيوية لتمكين الفرد من التفاعل بفعاليةٍ مع بيئةٍ تقنيَّة فائقة الترابط والسرعة. فالجيل الخامس لا يقدم فقط اتصالاتٍ أسرع، بل يغيّر الطريقة التي نُدير بها المعرفة، نُنتج بها القيمة، ونُمارس بها المواطنة الرقميَّة.

وتتشابك المهارات الرقميَّة هنا مع مفاهيمَ جديدة مثل الذكاء الاصطناعي التشاركي، إنترنتّ الأشياء الحياتي، والبيانات التنبؤية، لتُعيد تشكيل الواقع اليومي من التعليم والعمل إلى الصحة والعلاقات الاجتماعية. ولم يعد يكفي أن يعرف الفرد كيف يستخدم التقنيَّة، بل أصبح لزامًا أن يمتلك وعيًا معرفيًا نقديًا يتيح له فهم آثارها الأخلاقيَّة، الاجتماعية، والاقتصادية.

إن جوهر المهارات الرقميَّة اليوم يكمن في قدرة الإنسان على التفاعل بذكاء مع الأنظمة الذكيَّة، وإدراك ديناميكيات القوة الكامنة في تدفقات البيانات الخفية، وهو ما يفرض تحولًا جذريًا في فلسفة التعليم والتدريب نحو بناء إنسانٍ رقمي فاعل، مستقلٍّ، وآمنٍ في بيئةٍ معقدة وسريعة التحول.